agora



يبدأ الفيلم بنظرة الكون للتاريخ القديم ,في الفترة التي خَجِلَ التاريخ فيها من نفسه.. في مشهد الافتتاحية تُطالِعُنا هيباتيا وهي تُعلِم تلاميذها في مدرسة الأفلاطونيين الجدد, مفاهيم الجذب الكوني. لماذا لاتسقط النجوم؟ ولم كل شيءٍ على الأرض يسقط إذا ارتفع؟ يجيب اوريستيس, قائلاً : الثقل؟!.. إن من وُلِدَ ليسيطر, لايرى علاقات الأشياء ببعضها إلا بمقدار الثقل والقوة. يعجز نظره أن يرى ماتُخفيه القوانين من عجائب هي أبعد ماتكون عن إكراه الإباطرة!! جوابٌ خاطيءٌ بالتأكيد. سنيسيوس يجيب بأنه: الوزن؟!.. المسيحية تَزِنُ الأعمال بموازين الطُهر والنقاء. بميزان الكون الأزلي لا التراكيب اللاعضوية الجامدة. علّه كان يقصد أن يجعل المفهوم مضللاً!! لطالما تم تعليمه بأنه الوزن ليس بثابت. والكون متغير!! لا شيء ثابت, حتى كفتي الميزان, هناك غيرهما في كل مكان!!.. جوابٌ خاطئٌ أيضاً .. ماهو إذاً؟ إنها مقولة الفلاسفة القديمة!! الأرض مركز الكون الجاذب لكل شيءٍ وأي شيء.. نعم!! إنه بطليموس القديم..هكذا صححت لهم هيباتيا المعلومة.. في تلك الفترة القابعة في سديم التاريخ, كانت الإسكندرية تتمتع بتنوعٍ ديني, بين المسيحيين الجدد, والوثنيين الأصيلين. للتو كانت المسيحية ديانةً محظورة في الدولة, ليحولها قسطنطين إلى ديانة الدولة!! سيكون مرشدنا في هذا الفيلم, دافوس, أحد عبيد الفيلسوف ثيون, والد هيباتيا. من خلال هذه الشخصية سنرى تقلبات الإسكندرية والعُنف الديني, والصراع الطائفي. على أخدود النار, في وسط المدينة, وقف الراهب الصوفي, قائلاً: -سأعبر الآن هذه النار, فإن كان ربي هو الحق, سأعاني المتعة من عبوري فقط! وإن يكن ربكم واربابكم هم الآلهة الحقة, فلسوف أحترق هاهنا كالخنازير!! كان هذا هو آمينيوس المجنون, أحد فدائيي الكنيسة..أو كما أصبح يُعرَف فيما بعد بالقديس توماسيوس. هكذا أصبحت حال المدينة, صراعٌ بين دينٍ ناشئ , ودينٍ قديم. صراعٌ لا يفرق بين العلم والجهل. صراعٌ كان سبب اندثار مكتبة الإسكندرية وضياعها.. في هذا النزاع, يتصارع رؤساء الديانتين , دون أن يمسهما نصب. فالموت والبلوى ستحل بأتباعهما فقط!! بدأت المسيحية تستقطب الناس والعبيد إلى صفها, وبدأ العديد منهم يعتنقونها لما رأوا إحسانهم وفضل خُلُقهم. ذلك الإحسان الذي منه بدأت, وعليه انقلبت. كان من ضمن المعتنقين لهذه الديانة الفتية, دافوس العبد. كان دافوس شديد التعلق بمعلمته وسيدته, هيباتيا. إلا أنه مالبث أن ارتطم بحقيقة عبوديته, فمن المستحيل أن يكسب قلب سيدته, أو حتى أن يعيش حياةً كريمة, لذا بحث عن هذه الحياة عند آمينيوس. فوجد الرحمة والإحسان, ووجد النفس المشتتة قد زاد شتاتها.. ومن هنا ينطلق الفيلم في وتيرةٍ سريعةٍ , بين نصرانية عقله الطامح في الحرية من العبودية , ووثنية قلبه العاشق لهيباتيا.. وفي ظل هذه الظروف العصيبة التي بدأت تنثر دماء الأبرياء في كل صراع, كانت هيباتيا تحاول الحفاظ على تلاميذها من الانخراط في هذه الأعمال.. بكل حنوٍ وعطف, سأل آمينيوس, المتردد دافوس قائلاً.. -ما اسمك أيها العبد؟ -اسمي دافوس.. -هه!! دافوس العبدوس!! إنك الآن تبدو كراهبٍ حقيقي, رسولٌ جيد للمسيح! رأى مساواةً بين المؤمنين, عبداً كان أو حراً..لقد وجد أخيراً ماكان يصبو إليه. إنه إن يلتحق بالنصارى, فلن يقدر أسياده الوثنيون على استرجاعه.. كانت الأحداث تتابع, والكوارث تتالى, وهيباتيا, ماتزال تبحث عن سر السماء ومركزية الكون..بين شمس أريستارخوس, وأرض بطليموس, ومخاريط أبلونيوس!! التحق دافوس, بالنصارى, وشاركهم حروبهم ضد الوثنيين, حتى وصل إلى سيدته وقد هم ليقتلها, ولكنه تراجع, بقلبه, لتقول له هيباتيا.. -أنت حر فاذهب. كان انعتاقه, توبيخاً أكثر منه كرماً!! مرت السنون, وتفرق تلاميذ هيباتيا, وأصبح دين الاسكندرية, المسيحية. بينما كان يحكمها, اوريستيس, تلميذ هيباتيا الذي أحبها دوماً..لكنه كان حاكماً, لايحكم شيئاً!! كان الحكم حقاً بيد كيرلس, كان يملك الشعب, كان يملك القدرة على تغيير كل شيء.. وهو يوقد حماسة الجماهير, ويحرضهم على القتل والدمار, بينما ينام هنيء العين.. -اللعنة على اليهود إنهم لم يروا سوى رجل, عندما ظهر لهم ابن الله!! إنهم ملعونين ومنفين حتى الأبد. هكذا صرخ كيرلس,داعياً إلى طرد يهود المدينة منها.. لقد أنهك اوريستيس فعلاً.. في ظل كل مايحدث, لم يكن هم هيباتيا, سوى شيء واحد..: - لو أمكنني فقط أن أكشف لغز السماء !! قليلاً فقط!! فسأموت وأنا سعيدة. كانت دوماً تدعو إلى التسامح وحرية الاختلاف.. إلا أن صلاة الأحد..التي خطب فيها كيرلس..واقتبس من الكتاب المقدس: "لا أسمح لأي امرأةٍ أن تُعلِم أو أن تمتلك سيطرةً على الرجال, بل أسمح لها بأن تكون في سكون"!! في لمحةٍ غبيةٍ إلى هيباتيا, وموضعها المقرّب من اريستيوس..كانت تخبئ مصير هيباتيا, وتكشف عبث كيرلس بالانسانية.. فلم يجد اوريستيس حلاً, هو واسقف القيروان, سينيسيوس, سوى إقناع معلمتهما هيباتيا, أن تعتنق المسيحية, وتعتزل التعليم والفلسفة..إلا أن ردها كان قوياً, لا يخلو من حزنها على ماضاع من تعليمها لسينيسيوس.. -سينيسيوس إنك لاتستطيع أن تساءل إيمانك!! إنك لاتقدر.. بعكسي, فأنا لا أؤمن حتى أُساءِل..!! المتابعين من تطبيق scrabbles يرجى الضغط على زر زيارة الموقع لتتمكن من المشاهدة /div>
    Blogger Comment
    Facebook Comment

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Copyright © 2013. aflam - All Rights Reserved
Template Created by ThemeXpose | Published By Gooyaabi Templates